مع اقتراب إعلان نتائج جوائز الأوسكار للعام الحالي ومع تزايد فرص أعمال محددة للفوز بالفئات الكبرى التي تهم الجميع مثل فيلم «EMILIA PEREZ» صاحب ال13 ترشيح بفئات مختلفة متفوقاً على جميع أفلام العام في الحصول على أكبر كم من الترشيحات بأهم الفئات مثل أفضل فيلم، أفضل فيلم عالمي، أفضل إخراج، أفضل سيناريو مقتبس، أفضل أداء تمثيلي للممثلة في دور مساند وبالطبع أفضل أداء تمثيلي للممثلة في دور رئيسي التي صنعت أبرز عقبات الفيلم في أن يحصل على الجوائز التي أراد أن يحصل عليها فكيف بدأت تلك العقبات؟
شهد شهر مايو من عام 2024 الماضي أول عرض رسمي عالمي على الإطلاق للفيلم ووقتها الفيلم حقق نجاح نقدي مع تحقيقه وقفة تكريمية دامت ل9 دقائق حيث أنه حقق واحد من أكثر دقائق التصفيق بالمهرجان، وهذا لا يعني شيئا أمام النجاح الفعلي الذي يهم صناعه مثل التقدير النقدي المميز والتكريم في جوائز المسابقة الرسمية، وبالفعل حصل الفيلم على جائزة أفضل أداء تمثيلي لممثلة بالمسابقة الرسمية، وحقق استثنائا غريبا في هذا الوقت بتحقيق تلك الجائزة للمجموعة التمثيلية كاملا وليس لإحدى بطلات العمل فحسب
مما أعطى لمنصة نتفليكس الشجاعة الكافية لشراء حقوق عرض الفيلم لعرضه في وقت لاحق من السنة، لكن كيف عملت منصة نتفليكس بالتعاون مع المخرج الفرنسي المخضرم جاك أوديار على لتحقيق المكانة التي حصلوا عليها لاحقا في الظهور بجوائز السنة وسط جميع الأفلام التي تزاحم إيميليا بيريز..
رغم الإعجاب النقدي المختلط ببضع الأراء السلبية التي أثرت على أراء الجمهور التي تراوحت بين الإعجاب والكراهية ناحية العمل، إلا أن هذا لم يوقف الصناع في ترويج الفيلم وعرضه في الكثير من المحافل والمهرجانات لزيادة فرص وجوده بالموسم مما جعل اللجنة الفرنسية المنوطة باختيار الفيلم الذي يمثل فرنسا في سباق الأوسكار تختار الفيلم ليكون ممثلها بموسم الجوائز.
وقد شاركت فرنسا في إنتاج الفيلم مع وجود جاك أوديار الفرنسي الجنسية لإعطاء الفيلم الشارة الرسمية المثلى، لكي يصبح صاحب أكبر فرص للترشح بتلك الفئة وكل هذا رغم اختلاف لغة الفيلم عن الفرنسية مما أشعل فتيل امتعاض الكثير ناحية العمل خصوصا من قبل شعب أمريكا اللاتينية، الذي وجد مساوئ كثيرة للغاية ناحية العمل مع بدء عرضه على منصة نتفليكس حيث أن مع هذا الوقت كانت بداية ظهور الأراء السلبية التي تفوقت على الأراء الايجابية ناحية الفيلم.
الفيلم حقق طبقا لهذه الآراء أسوأ تصور لحياة اللاتينين وجسد صورة نمطية للكثير منهم حول العالم مما زاد من حملات سحب وتجريد الفيلم من انجازاته بموسم الجوائز، وهذا بقي حتى النهاية مع إعلان مرشحي جوائز الأوسكار لهذا العام وتصدر الفيلم لعدد الترشيحات متفوقا على جميع الأعمال التي تنافسه.
هكذا أصبح الفيلم هو صاحب أكبر فرص للفوز بجائزة أفضل فيلم في الأوسكار من قبل جهات كثيرة معنية بتوقعات جوائز الموسم، حتى ظهور ما قد يقتل أمال الفيلم بالموسم والسبب هي بطلته، كارلا صوفيا جاكسون.
من الأعمال المنافسة بشدة لفيلم «EMILIA PEREZ» في هذا العام هو الفيلم البرازيلي المحبوب تماما «I'M STILL HERE» الذي تلقى احدى أفضل الاشادات على مستوى أفلام السنة وهو بالطبع أحد أبرز المرشحين لفئة أفضل فيلم عالمي حيث أنه أقوى منافس لفيلم «EMILIA PEREZ» في فئته بعيدا عن تصدر فرص «EMILIA» للفوز حتى الآن
مع بدء اعلان ترشيحات الأوسكار لهذا العام قررت بطلته كارلا صوفيا جاكسون أن تخترق إحدى قواعد الأكاديمية بالتحدث بالعلن بشكل مباشر وواضح عن زميلتها المرشحة معها بفئة أفضل أداء تمثيلي للممثلة في دور رئيسي المرشحة فيرناندا توريس، حيث أنها انتقدت مباشرة أفعال العاملين على حملة ترويج الفيلم البرازيلي بأنهم يعملون على تشويه فيلمها مرشح فرنسا على حساب الترويج لفيلم فيرناندا وتزويد فرصه بالموسم، وحتى لو كانت تلك حقيقة أمر مروجي الفيلم فقد خالفت كارلا القاعدة مباشرة بهذا الحديث عن إحدى المرشحات معها بنفس الفئة وحتى الأن لم تظهر أي ردود أفعال من الأكاديمية بشأن حضور كارلا للحفل أم لا، وبالنهاية لم تنته أفعال كارلا التي شكلت أزمة كبيرة تماما على صناع الفيلم في جائزتها هي فحسب بل ظهرت كل أنواع المشاكل التي ستتسبب لاحقا في ايذاء فرص كل فئات الفيلم.
بعد ما صرحت به كارلا إعلاميا تم إيجاد الكثير والكثير من المآخذ التي أثرت بشكل سلبي على فرص الفيلم عموما في الفوز بالجوائز، حيث ظهر لها تصريحات كثيرة معادية للكثير من الفئات وأبرزها تصريح مثير تماما للجدل نحو وجود الكثير من المسلمين في منطقة هي تعيش بها وهذا ما صرحته بالفعل على صفحتها الخاصة في منصة X، وليس هذا فحسب بل انتقدت بشكل علني الأكاديمية التي رشحتها في عام 2021 بتحقيق نتائج لم تكن هي رغبتها الخاصة
وتم ايجاد تصريح عنصري للغاية وقت كوفيد-19 نحو الصين أن شعبها قد سبب ألم للعالم كله وبنهاية التصريحات المثيرة تماما للجدل فقد ظهر لها أغرب منشور على نفس المنصة ناحية زميلتها سيلينا جوميز في عام 2022 أي قبل عرض الفيلم بعامين وصفتها بأنها «غنية خبيثة» وكان هذا التصريح كالقشة التي قسمت ظهر البعير.
بعد ظهور تلك التغريدة قررت كارلا أن تغلق حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي، ولن تكون تلك نهاية هذا الوضع المؤسف حيث أن قرارات المصوتين في أكاديمية الأوسكار الآن هي في وضع مجهول، فلا يعلم أحد هل ستؤذي تلك التصريحات زملاءها أم ستؤذيها هي فقط، وهل ستؤخذ تلك التغريدات في اعتبار المصوتين أثناء اختيارهم للفائزين في حفل الأوسكار؟!